شعر و أدب

النشيد ما له وما عليه ضمن أعمال الملتقى الدولي لمعلمي العربية في الشارقة

ريم الأسعد | حديث اليوم

ضمن أعمال الملتقى الدولي الثاني لمعلمي العربية الموسوم ( جذور وابتكار ) الذي أقامته ( هيئة الشارقة للتعليم الخاص ) .. و ( أكاديمية الشارقة للتعليم ) تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة.

قدم الكاتب المفكر والأديب الشاعر والباحث المتخصص بأدب .. وثقافة الأطفال الأستاذ فاضل الكعبي ورشة علمية افتراضية مهمة عبر برنامج الزوم على منصة أكاديمية الشارقة للتعليم .. بعنوان ( النشيد ما له وما عليه ) استهلتها مسيرة الورشة الأستاذة وردة محمد رئيسة اللجنة التنفيذية للملتقى ورئيس قسم اللغة العربية بمدرسة المواهب البريطانية في الشارقة.

حيث أشارت إلى أهمية هذه الورشة في هذا الملتقى المهم .. قائلة : ( بسم الله الرحمن الرحيم ضيوفنا الكرام ، حضورنا الكريم .. معكم وردة محمد رئيس قسم اللغة العربية بمدرسة المواهب البريطانية الخاصة .. عضو اللجنة المركزية للجنة لسان الضاد ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الدولي الثاني لمعلمي العربية ، أسعد الله أوقاتكم بكل الخير وأهلا وسهلا بكم معنا في الملتقى الدولي الثاني لمعلمي العربية بعنوان ” جذور وابتكار ” والذي تنظمه هيئة الشارقة للتعليم الخاص بالتعاون مع أكاديمية الشارقة للتعليم ، وفي يومه الافتراضي ، اليوم الثاني من أيام الملتقى يطيب لنا أن نشكر باسم هيئة الشارقة للتعليم الخاص ضيفنا : ( الأستاذ فاضل الكعبي ) الذي شرفنا بحضوره بيننا ومعنا على منصة أكاديمية الشارقة للتعليم ، فليتفضل مشكوراً بتقديم ورشته التي عنوانها : ( النشيد ما له وما عليه ) وليعرف على نفسه مشكوراً.

المفكر الباحث والشاعر فاضل الكعبي يؤشر نقاط قوة وضعف النشيد المدرسي في المناهج التربوية العربية

ثم بدأ مقدم الورشة الدكتور الكعبي كلامه شاكراً ومقدراً القائمين على إدارة أعمال الملتقى القيم والرائع الذي يكرم لغتنا العربية الجميلة الخالدة .. ويرتقي بها ارتقاء مجيداً متجدداً عبر ممكنات التعليم المتطور بإضافات جديدة يضيفها هذا الملتقى القيّم إلى عوالم التعليم العربي بما تحمله أفكار وطروحات الأساتذة المفكرين والتربويين والمعلمين المبدعين المشاركين الأفاضل وسعادتي لا توصف بكل الفخر أن أكون واحداً من المشاركين في هذا الملتقى بورشة تطرح قضية هامة وحساسة وأساسية وضرورية في قضايا التربية والتعليم ، تلك هي قضية ” النشيد ” .

وانطلق المتحدث الأستاذ الكعبي متحدثاً عن النشيد المدرسي .. وأهميته للطفل وما يلعبه هذا النشيد من أدوار مهمة في العملية التعليمية والتربوية للطفل .. مشيراً إلى أن هذا النشيد يؤثر تأثيراً بالغاً في الطفل الطالب ويعمل على اعانته في التعبير عن نفسه وعن طاقته التعبيرية والشعورية ويدفعه إلى المشاركة الحية في النشاط الجماعي ، ولدور النشيد الفاعل والمؤثر في طاقات الطفل المتلقي وفي مجمل حواسه كما ذكر الدكتور المحاضر يصبح النشيد ضرورة أساسية وحاجة ملحة لنمو مدركاته وتطوير قابلياته ، إذ أن من بين مميزات النشيد المؤثرة في حواس الطفل الطالب وفي طاقاته إنها ترسخ لديه التوجيهات التربوية المؤثرة تلك التي تحمل القيم الخيرة وتدعو إلى السلوك السوي واتخاذ الفضائل والتصرف الايجابي مع الآخرين .. وللأنشودة كما ذكر الأستاذ المبدع الكعبي الأثر الكبير في ترسيخ المفاهيم والمعارف الأساسية في حياة الطفل الطالب ، وتحفزه على اكتساب العادات الجيدة وعكسها في السلوك وفي الرؤية الايجابية المتطلعة على الحياة المشرقة .

وواصل الأستاذ مدير الورشة محاور عمل الورشة بالتطرق إلى مفهوم النشيد المدرسي على أنه قطعة أدبية جميلة .. تنطلق من قاعدة الشعر وتحديداً من شعر الأطفال .. حيث يتم اختيارها بعناية ومنهجية تجعل منها أنشودة محببة للطفل الطالب بعد توظيفها توظيفاً منهجياً مناسباً ومتناسقاً في الكتاب المدرسي الذي يتلقاه ويدرسه الطفل الطالب لغاية التأثير فيه وصولاً إلى تحقيق العديد من الأهداف الأكيدة في شخصية الطفل وفي وجدانه ، وفق منهج متعدد الغايات وصولاً لتحقيق هذه الأهداف .

فوائد النشيد المدرسي

كما استعرض الأستاذ المبدع فاضل الكعبي جملة من الفوائد المرجوة .. والمتوقعة من النشيد المدرسي وهي كثيرة يأتي .. من بينها تعويد اللسان على الفصاحة ولفظ الكلمات العربية الفصيحة بصورة سليمة وحسنة والتدريب على النطق السليم .. وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة .. وإكساب الطفل الطالب العديد من المعارف والمفاهيم والمهارات والقيم والعادات وتعديل السلوك.

وكذلك زيادة المحصول اللغوي للطفل مع توسيع قاموسه اللغوي .. وتحفيز الطفل على القراءة وحب المطالعة .. تلك التي تتيح له خاصية حب الشعر وحفظه وقوله مما يحلق لديه الدافعية إلى التعبير الخلاق وتحفيز مواهبه وطاقته باتجاه الكتابة والابتكار وسعة الخيال والتأمل والتصور ، مع توسيع خبرات الطفل التلميذ وتعميق مداركه وفهمه للحياة وللطبيعة وللمجتمع ، مثلما يعالج النشيد العديد من حالات الضعف عند الطفل كحالة الانطوائية والخجل والتردد وعدم المواجهة ، إذ أن إلقاء النشيد والتعود على حفظه وترديده وإنشاده – كما أوضح الأستاذ الكعبي – من شأنه أن يعزز من ثقة الطفل بنفسه والإيمان بقدرته وشخصيته مثلما يتيح له المشاركة الفاعلة مع جماعة الأقران والطلاب في المدرسة ، وكذلك من فوائد النشيد للطفل الطالب استجابته للطاقة الإيقاعية للطفل ، بوصفه – أي الطفل – كائن إيقاعي حيث يولد النشيد لدى الطفل طاقة الانسجام مع المفاهيم العلمية التي يأتي بها منهج الدرس بأسلوب شعري وإيقاعي مشوق وحساس ، مع تعويد الطفل على الجرأة الأدبية وتوسيع مخيلته .

ثم واصل الأستاذ الكعبي اجراءات محاور وعمل ورشته المهمة .. مستعرضاً أهم عناصر النشيد .. والتي منها : حلوه من الكلمات الصعبة على الطفل واتسامه بسهولة المفردات وسلاسة اللغة .. وبإيقاع يتجاوب مع طبيعة الطفل .. واعتماد التشويق والخيال والدهشة والبساطة في الشكل والمضمون .. على أن يأتي ويتجسد بفكرة واحدة وواضحة الهدف وتستجيب لبيئة الطفل التعليمية والاجتماعية والتربوية والثقافية ويعزز لديه الروح الوطنية والقومية والإنسانية .

دور المدرسة في إثراء النشيد

كما أشار المفكر الكعبي في جانب من مساحة عمل ورشته المشوقة .. والرائعة إلى دور المدرسة في إثراء النشيد وتعزيزه .. مؤكداً بذلك على أن المدرسة تلعب الدور الهام في تحديد ميول الطفل القرائية .. وتعزيزها بكل ما يثريها ومنها قراءة الشعر وإنشاد النشيد وحفظه وترديده.

هذا النشيد الذي يحتاج إلى مران وتدريب متواصلين على معرفة أساليب النشيد .. وعناصره الفنية الصحيحة والمدرسة تعد البيئة الصالحة والمناسبة لكل ذلك ، عبر تهيئة الطفل التلميذ نفسياً وحسياً وروحياً وعقلياً ولغوياً لتلقي النشيد والتعامل معه بكل ايجابية انطلاقاً من أهداف المدرسة التي تريد تحقيقها في طاقات الطفل وفي وجدانه عبر هذا النشيد وأساليبه.

مثلما تساعد المدرسة على إبراز أثر اللغة العربية في بناء النشيد .. حيث تعمل اللغة العربية كما أشار الأستاذ الكعبي على إثراء روح النشيد ونبضه في وجدان الطفل .. وفي مجمل حواسه وطاقاته وقدراته عبر ما تأتي به حروف اللغة العربية من وقع ايقاعي ودلالي مؤثر وبليغ في السماع وفي الاحساس ، مثلما يعزز النشيد لدى الطفل أهداف وطنية وجمالية وأخلاقية وتربوية وتعليمية وترويحية ومعرفية ولغوية وغير ذلك من أهداف اسعى إلى ربط الطفل بتراث وطنه وأمته اللغوي والأدبي والثقافي والتفاعل معه بروح ايجابية .

قضايا النشيد

ثم تطرق بعدها الأستاذ الكعبي إلى قضية مهمة من قضايا النشيد تلك التي يختلف المنظور إليها بين الشاعر والمعلم .. إذ يحصل بذلك تقاطع واضح أحياناً بين المدرسة وبين الشاعر ، فالمدرسة تنظر إلى النشيد وأهميته من خلال غرضه التربوي.

بينما الشاعر يجد أهمية النشيد وحسنه بجمالية هذا النشيد وفنيته .. مع عدم خلوه من الغرض التربوي وقد أشار الأستاذ الكعبي إلى أهمية التقاء الارادتين للخروج برؤية صائبة يلتقي فيها الغرض التربوي مع الغرض الفني والجمالي وذلك من خلال التعاون المثمر بين الشاعر الخلاق والمدرسة .

بعد ذلك أشار مقدم الورشة الأديب المفكر والشاعر الباحث الأستاذ فاضل الكعبي إلى جملة من المسميات المتنوعة الأغراض .. والغايات للنشيد منها : الوطني ، والديني ، والمدرسي ، والرياضي ، والصحي ، والاجتماعي ، والتعليمي ، والترويحي وغيره ، وقد قرأ العديد من الأناشيد الجميلة والمؤثرة التي تتجاوب مع هذه الغايات وتستجيب لها بكل موضوعية وجمالية ، وهي من بين عشرات الأناشيد والقصائد التي كتبها الشاعر الكعبي وضمتها العديد من داوينه الشعرية للأطفال .

واختتمت الورشة الأستاذة وردة محمد مسيرة الورشة بطرح بعض الأسئلة الخاصة بعوالم النشيد .. أجاب عنها الدكتور الكعبي إجابات غنية ومهمة .. عززت من وقع الورشة وتأثيرها في إبراز وتوضيح أهمية النشيد الجيد والحسن وطرق معرفته واختياره من بين كم من الأناشيد

لمزيد من الأخبار تابعونا على صفحة الفيسبوك

لمزيد من الاخبار تابعونا على قناة التلغرام من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى