أخبار الفن

واقع الدراما السورية اليوم واتساع الهوة بينها وبين فكر المخرج الراحل حاتم علي

واقع الدراما السورية اليوم واتساع الهوة بينها وبين فكر المخرج الراحل حاتم علي ..

تستطيع الدراما أن تخرج بنا إلى فضاءات سليمة  وإلى واقع أفضل قدر الإمكان
فالمخرج طبيب  والكاتب جراح  وكلاهما يستطيعان أن يعالجا النفوس من خلال أسلوب معالجة درامية أنيقة  و راقية
بكل أسف اليوم  مخرج الوهم والإثارة حاضر وبقوة في أغلب الأعمال ويعترينا الخجل أن نقول كلها وليس الأغلب
لابد من وجود استثناءات ولكن هذه الإستثناءات قليلة أقل من أصابع اليد الواحدة .

اقرأ المزيد : مواعيد عرض المسلسلات على قناة سوريا دراما رمضان 2023

مخرج الوهم والإثارة هو ذاته  طبيب الوهم والإثارة الذي يمارس طقوس وأجواء العلاج دون نتيجة وربما بنتائج جديدة أسوأ و أشد ايذاء
فمخرج الإثارة والوهم  كما كاتب الإثارة والوهم يقدمان فقط مادة درامية لاتضيف إلا التسلية والإثارة وهو جل قدراتهم
الطبيب الحقيقي ، من يعالج الماهيةالروحية والمادية  بسحر و حب .
المخرج الحقيقي والكاتب الحقيقي من ينفذ عمله بعشق ومحبة ولا يقدم مادة درامية بدون أن يتيقن من أنه أرسل معها رسالة أخلاقية سامية
المخرج ليس مهرج  والكاتب ليس استعراضي و ما نشاهده اليوم على الساحة الدرامية لاسيما دراما رمضان نستطيع وصفه بالتجارة الدرامية

وإثارة الجدل ليس إلا ،ما نشهده اليوم  وكما فُرض  علينا  هو صراع درامي بلا أهداف نبيلة .

إن الدراما مادة خطيرة هي التي تعالج قضايا و تقرب وجهات نظر هي التي تقّوم نفوس وتشتت نفوس .

 مسؤولية ودور المخرج

المخرج كما  الكاتب اليوم  مسؤول مسؤولية كبيرة كما الأم مسؤولة عن تشكيل وتربية انسان سليم

كذلك الدراما  مسؤولة وكل عنصر من عناصرها مسؤول عن تهذيب وتوجيه الشرائح المجتمعية

و تدعيم الأعمال الفنية والدرامية برسائل نبيلة
الكل  يدرك اليوم  أننا في وضع محرج وأن الدراما التي تُقدم تزيد من الحرج والمآساة الإنسانية .
إن الدراما  سيف ماض ذو حدين قادرة أن  تقوّم الفرد والمجتمع وقادرة أن  تقوّضه .

الدراما الحالية مريضة أكثر من المشاهد نفسه
قد تكون دواء للنفوس وقد تكون سبب في قتلها
ثمة استثناءات قليلة..

ولكن بكل وضوح وبكل أسف الطبيب اليوم الفاشل يسعى للشهرة و الإثارة ولايدرك  أن هدفه أخلاقي سامي ونبيل  وعمله هذا من أخطر وأدق المهن ..

إما أن يرفع بنوعية التقديم للمتلقي ويزيد من مستوى الوعي و يزرع المحبة ويخلق إيجابيات محسنة..

أو يبيح للمتلقي كل ماهو دون المستوى فيقدم المحظور على أنه سهل ومبرر كما يحدث اليوم  وكما يعرض الكاتب والمخرج أعمالهم لنا كوجبة دسمة وغير صحية  .

إن كل من يساهم في العمل الدرامي شريك مؤذ للنفس البشرية والمجتمع..
لم نجد حتى الآن نموذج من المخرجين والكتاب يتعامل مع الدراما بحب ويعالج قضايانا بحب

نحن نفتقد  “نموذج الكاتب والمخرج الذي يستطيع أن يخلق البطل السيئ و يعريه بأخلاق لكن لا ينتهي العمل بكره المشاهدين له  ”
الدراما بحاجة إلى الإبتكار وليس التقليد بحاجة الى أعمال واقعية تغير عقلية المجتمع والفرد ،
بحاجة لأعمال درامية تحارب الرشوه والفساد وأغنياء الحرب أولا قبل الإستعراض ومن ثم استعرضوا قصص   تاريخية وأفلام وثائقية

الدول المتقدمة غيرت واقعها وأصبحت مركز العلم والفضاء وحلم للهجرة والنجاح..

 

لكن نحن أصبحنا في واقع متردي استعراضي وحتى ترويجي  للفساد و مابعد الفساد  ، أحرقت مفاهيم المحبة و أحرقت المواطنة..

والعيش الكريم  فأصبحت الدراما وهم و كذبة مزيفة ومخيفة  ممنهجة و موجهة لأجيال قادمة فاشلة
الدراما الحقيقية هي التي تحترم الجميع..

ولا يمكن أن تكون شريكاً في إنتاج الحقد وصناعة المحتوى المتدني

ومع كل مرور على الدراما السورية لا نستطيع إلا أن نحي القامة العظيمة القامة الإنسانية الخالصة

عراب الرسائل  الأخلاقية المخرج الراحل حاتم علي الذي تمنينا أن تصبح أعماله نموذجاً يحتذى به

ومدرسة تحمل أفكاره الإنسانية التي لم تتخلل يوماً مشهد مسيئ ولم تتضمن حتى كلمة نابية

الإعلامية ريم الأسعد خاص حديث اليوم

لمزيد من الأخبار تابعونا على صفحة الفيسبوك

لمزيد من الاخبار تابعونا على قناة التلغرام من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى